آخبار عاجل

  الرسائل الغير مشجعة ..لا تطور سلوك الأبناء .. لـ « سلوى المؤيد »

24 - 01 - 2019 12:00 1998

الحلقة الـ 14 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  الرسائل الغير مشجعة ..لا تطورسلوك الأبناء.

.

....................                                                                                                                                                                   

إن الآباء الذين يستخدمون الحدود المتسامحة أو المتساهلة مع أبنائهم لا يطيعهم  هؤلاء الأبناء ..والنتيجة أنهم يصابون بخيبة أمل ويشعروا بالغضب والثورة عليهم ..وبالتالي  يصبون عليهم  سيل من الكلمات المؤلمة  و الجارحة  لشخصيات أبنا ئهم ..وهو ما يطلق عليه  علما ءالتربية (الرسائل الغير مشجعة لتحسين سلوك الأبناء )..إلا إن هؤلاء الآباء لا يعتقدون  أن  الحدود المتساهلة  هي التي جعلت أبنائهم لا يفكرون في طاعتهم ..  وإنما هم يقصدون عدم الطاعة من أنفسهم .

إذن تسيرالحدود المتساهلة مع الرسائل الغير مشجعة   في إحداث الخلل في علاقة الآباء بإبنائهم لعدم تعاون الطرفين معاً  ليتم تحسين سلوك الأبناء  ونشر روح الصداقة والمودة  مع أبائهم فيعم السلام والهدوء والإطمئنان الحياة الأسرية .

وبالطبع الرسائل المشجعة تسير معاً مع الحدود الحازمة المؤثرة وبالتالي فنتائجها رائعة في تحسين سلوك الأبناء وهو ما سأذكرها مع أمثلة توضح ذلك

وسنضرب مثلاً بالنسبة لإستخدام الرسائل الغير مشجعة أو السلبية وسنرى أين مواطن الخطأ بها لنتجنبها في تعاملنا مع أبنائنا في مراحل حياتهم المختلفة .

نبيل طفل في التاسعة من عمره ..تعود أن يتحرش  بأخته ويضايقها وهي تلعب معه في غرفة ألعابهما ..تضايقت الأم من صراخ  ابنتها  ..فقالت  مستخدمة الأسلوب المتساهل في ردعه قائلة "

" نبيل ..أتمنى أنك لا تضايق أختك مرة أخرى ..أنت تعرف كيف أشعر عندما تفعل ذلك "

هل توقف نبيل عن مضايقة إخته ..بالطبع لا ..فهو لم   يجد حدود تردعه للتوقف..وهو يتمتع بما يفعل ..

 دخلت والدته الغرفة وهي غاضبة بسبب عدم تعاونه معها و وبدأت في إطلاق سيل رسائلها    الغير مشجعة له لتطوير سلوكه قائلة :

"ألا ترى أنك تضايق اختك كثيراً ..هل أطلب الشيء الكثير لو أنك تعاونت معي بين حين وآخر..إنني أتوقع هذا السلوك من طفل في الرابعة من عمره لا منك أنت ..هل يمكن أن تكبر وتكف عن إزعاج من حولك ؟"

فوجىء نبيل  بهذه   الرسائل الغير مشجعة  أي الجمل الجارحة لشخصيته .

فرد عليها مقهوراً

" هل يعجبك أنت أن تصرخي في وجهي هكذا طوال اليوم ؟"

ردت الأم غاضبة برسالة أخرى غير مشجعة " كفى ما فعلته حتى الآن ..أنا تعبة منك ومن سخافاتك هذه "ثم أعطته ورقة وقلم وقالت له بصرامة

" أجلس واكتب هذه العبارة مائة مرة " لن أضايق أمي "

أجاب نبيل غاضباً " لن أكتب أنت لا تستطيعين إرغامي إذا كنت لا أريد "

ردت عليه أمه غاضبة " إذن لن أدعك تلعب أو تشاهد التلفزيون بقية الأسبوع ."

أجابها إبنها بتحدي "

" لا يهمني سأريك أنني لن أهتم "

                                             (٢)

 

والآن ..دعونا تحلل هذا الموقف الذي جرى بين الأم وإبنها نبيل ..الا نرى بإن جهل الأم باستخدام الأسلوب الحازم مع إبنها  ثم توجيهها له بجمل تحمل رسائل غير مشجعة  تقلل من ذكائه وشخصيته .. دفعته إلى تحديها ..وبالتالي تحول ذلك الموقف إلى معركة بين الإبن و الأم ..وفي النهاية لن  تطور الأم  سلوك إبنها بهذه الرسائل الغير مشجعة أو السلبية  .. بل  ستدفعه  إلى التمرد والثورة عليه.. رغم أنها مثل معظم الأمهات تنوي الخير لإبنها ..وتريد إيقافه لكنها أخطأت في استخدام الأساليب  في توقيفه وتطوير سلوكه .

  كانت الأم متساهلة مع إبنها  في البداية وعندما غضبت  بسبب عدم تعاونه  معها حاولت   أن تخجله وتدفعه لكي يتعاون معها   فبدأت في إرسال عدة رسائل غير مشجعة.

وكانت هذه الرسائل تشتمل  على صفات تقلل بها من شخصية إبنها ..أي أنها ركزت على شخصيته وقدراته والتقليل من شأنها .. لا تصرفاته ..وكانت تحتوى على عدم ثقتها بمقدرته على أن يتصرف بطريقة مقبولة وكأنها تقول له

" أنت غير قادر ..وليس لدي ثقة بك ولا أتوقع تعاونك " وكانت النتيجة أنه  فعلاً  فعل  ما توقعته منه لإنه لم يتعاون معها .

هل سنتعاون لو عاملنا أحد هكذا ؟..بالطبع لا ..وهكذا فعل نبيل بمقاومته و تمرده .. أليست أمه مثال له ..وبحلها مشكلتها معه بهذا الأسلوب الجارح السلبي   تعلمه أن العبارات المؤلمة الغير مشجعة مقبولة لكي  يجعل الآخرين يتعاونوا معه  ..أي أنها دون أن تشعر كانت  تعلمه نفس السلوك الذي تحاول   أن تخلصه منه .

  http://Www.salwaalmoayyed.com.bh                                                                                                                             

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved